وانقلب السحر على الساحر.. نيران السعودية ترتد إليها

الملك سلمان
صمد الشعب اليمني 40 يوما منذ بداية العملية العسكرية “عاصفة الحزم” التي أطلقتها السعودية ضد بلاده في 26 مارس الماضي، وسقط فيها الآلاف بين قتيل وجريح، وارتكبت فيها الرياض العديد من المجازر والانتهاكات بحق المدنيين العزل، وتزامنا مع فشل كل المبادرات السياسية الدولية الهادفة للتوصل إلى حل سياسي أو هدنة إنسانية أو التأثير على السعودية لإيقاف عدوانها، انقلب السحر على الساحر، فبعد أن فكرت الرياض جديا في تسليح بعض القبائل اليمنية لقتال الجيش واللجان الشعبية، خاصة بعد رفض باكستان التدخل البري هناك، ارتدت هذه النيران إلى السعودية مجددا.
وفي إطار  تزايد المطالبات الشعبية بسرعة الرد على العدوان السعودي، وصمود القبائل اليمنية القاطنة بالقرب من الحدود السعودية على هذا العدوان الغاشم ورفض القبائل النزول أو النزوح من الجبال رغم ضراوة القصف، جاء الرد أمس من هذه القبائل دون تدخل الجيش اليمني أو جماعة “أنصار الله”.
الشرطة السعودية
اخترقت  قبائل “باكيل المير” اليمنية عمق أراضي  نجران، وتمكنت من قتل اثنى عشر جنديًا سعوديًا وجرح العشرات, فيما لاذ آخرون بالفرار بعد أن سيطرت على عدد من المواقع العسكرية، وأفاد بيان صدر عن قبائل “باكيل” بأنهم اقتحموا المواقع التابعة للجيش السعودي في منطقة المدافن الحدودية المشتركة مع محافظة حجة شمالي اليمن، مضيفا أن المئات من عناصر الجيش وحرس الحدود السعودي فروا باتجاه جبل “جحفان”، ومدينة الرديف التابعة لمنطقة جازان، مؤكدا أن ماحدث من القبائل جاء ردًا على الاعتداءات التي تقوم بها القوات السعودية ضد سكان منطقة المنزالة اليمنية.
من جانبها أعلنت السلطات السعودية، تعليق الدراسة بجميع مدارس منطقة نجران الجنوبية القريبة من الحدود مع اليمن، بجانب إيقاف جميع رحلاتها المتجهة من وإلى مطار نجران حتى إشعار آخر.
انطلاقًا من رد القبائل اليمنية، سعت السعودية للسيطرة على الوضع والتراجع بعض الشيء، حيث أكدت مصادر يمنية أن الرياض عرضت على اليمن وقف الاشتباكات على الحدود مقابل وقف قصف محافظة صعدة غير أن قيادة جماعة “أنصار الله” رفضت ذلك واشترطت إيقاف العدوان بشكل كامل على اليمن، وقالت المصادر إن هذا العرض جاء بعد أن شهدت الحدود اشتباكات عنيفة أدت إلى فرار العشرات من الجيش السعودي وتعطيل عدد من الآليات في مناطق متعددة.
محمد البخيتي
وفي هذا السياق؛ قال القيادي في حركة أنصار الله “محمد البخيتي” إن الشعب اليمني لايمكن أن يبقى صامتا حتى يموت جوعًا وأنه في لحظة معينة سيتحرك لمواجهة العدوان السعودي، مؤكدا أنه حتى الآن لازال الجيش واللجان الشعبية يحققان تقدمًا كبيرا في مختلف المحاور، مضيفا “نحن كأنصار الله لم نرد حتى الآن على هذا العدوان، ولكن لانستطيع أن نمنع القبائل اليمنية من القيام بالرد على العدوان السعودي خاصة أنهم صبروا فترة طويلة والقوات السعودية تواصل القصف على مدنهم وقراهم الحدودية وبالتالي هم تحركوا ولكن تحت مسؤوليتهم.
تزامنت الأحداث التي شهدتها نجران السعودية مع تأكيد الأمين العام لحزب الله اللبناني “حسن نصر الله” خلال كلمة متلفزة ألقاها أمس على أن نيران الدول التي شاركت في العدوان ضد اليمن سوف ترتد إليها داخليا، محذرا من مشروع التقسيم الأمريكي الذي تخطط له واشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
.......................
 
حسن نصر الله
كشف الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله” في أول خطاب له بعد تنفيذ عملية “عاصفة الحزم” العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن إزدواجية الاستراتيجية العربية وخطأ الرؤية التي تتبناها الرياض تجاه قضايا الشرق الأوسط، مؤكدا أن السعودية التي تقود العدوان ضد اليمن اليوم بدعوى الدفاع عن الشرعية هي نفسها التي احتضنت الرئيس التونسي “بن علي” عندما فر إليها هاربا إبان إندلاع ثورة الياسمين عام 2011.
وأوضح “نصر الله” أنه بدون شك سوف تنهزم السعودية ونظامها، كما أن الانتصار القاطع سوف يكون حليف الشعب اليمني، مضيفا أنه من حق هذا الشعب المظلوم المضطهد أن يقاوم الغزاة الذين ستلحق بهم المذلة والهزيمة، مشيرا إلى أن الحوار هو الخيار الأمثل لحل الأزمة اليمنية.
1
وجه الأمين العام انتقادا لاذعا للقيادة السعودية التي تتزعم العدوان على اليمن قائلا “لا تفرحوا بغارتكم الجوية، فعاقبة هذه المعركة معروفة من الآن.. وكل المدارس العسكرية في الدنيا تعرف أن القصف الجوي لا يصنع نصرا ولا يحسم معركة”، داعيا شعوب الدول التي تشارك في العدوان على اليمن إلى منع حكومات بلادهم من التورط في معركة مصيرها حاسم وواضح للجميع وهو هزيمة السعودية.
ودعا “نصر الله” الدول العربية للمبادرة إلى وقف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن خلال اجتماع القمة المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ السبت والأحد، مشددا على ضرورة المضي قدما في الحل السياسي وتسوية الأزمة بعيدا عن الخيار العسكري، مضيفا أنه ما زالت هناك فرصة أمام الرياض لوقف هذه الحملة العسكرية التي تقودها ضد اليمن.
1
وخلال كلمته المتلفزة؛ عقد الأمين العام لحزب الله مقارنة بسيطة بين تلك الدول التي هبت مجتمعة ضد اليمن، رغم أنه ما زالت هناك فلسطين وبعض دول الجوار محتلة دون أن تهب عليها أي “عاصفة حزم” أو حتى “نسمة حزم” تنتصر لهذا الشعب، قائلا “من المؤلم أن فلسطين والذين يعيشون إلى جوار فلسطين لم تهب عليهم أية نسمة حزم”، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يصرخ منذ سنوات طويلة، ولم تفعل له تلك الدول التي تعتدي اليوم على اليمن أي شيء.
..................
 
حسن نصر الله
أطل الأمين العام لحزب الله اللبناني “حسن نصر الله” للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، حيث كان ألقى خطابا له يوم 30 مارس الماضي ليعلق على العملية العسكرية في اليمن بقيادة السعودية والمساه بـ “عاصفة الحزم”، لكن أمس أكد “نصر الله” خلال حديث له مع الإخبارية السورية على فشل العملية العسكرية التي تقودها الرياض ضد اليمن، كما تطرق “نصر الله” إلى تحليل الأحداث الأخيرة خاصة تلك التي وقعت في مخيم اليرموك.
بدأ الأمين العام لحزب الله حديثه بالتأكيد على أن الصراع في المنطقة خلفياته سياسية وليست دينية، مضيفا أن هناك من يستخدم فيه الشعارات الدينية ويستغل الدين لأهداف سياسية، مشددا على أن “الكلام في الموضوع الطائفي والديني وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي”.
انتقل “نصر الله” سريعًا إلى الحديث عن الأزمة في سوريا، وهو ما أرجعه بعض المحللين إلى حرص الأمين العام على تبديد الشائعات والأقاويل التي انتشرت خلال الفترة الأخير بأن هناك “أزمة صامتة” بين الجيش السوري وحزب الله، وفي هذا الإطار حرص “نصر الله” على نفي هذه الشائعات تمامًا، وعلى التأكيد أن قوات الحزب العاملة في سوريا تأتمر بأمر القيادة السورية العسكرية والسياسية، وأن دورها هو المساعدة ولو المحدودة، حيث قال “نصر الله”، “الحرب على سوريا فشلت، وسبب فشل الحرب كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والاحتضان الشعبي الكبير”، لافتا إلى أن “حزب الله ليس قوة إقليمية أو جيشا نظامياً، بل حركة مقاومة قد يكون لها في بعض الميادين تأثير نوعي، ولا سيما في مواجهة حرب العصابات، وعلى ضوء الحاجة والإمكانات يتواجد في سوريا، مضيفا “حيث يجب أن نكون نكون وليس هناك اعتبارات سياسية أو غير سياسية لذلك”، مؤكدًا أن “القرار العسكري في سوريا سوري ونحن عامل مساعد”.
https://www.youtube.com/watch?v=wUFS6NWSEhE
وتطرق “نصر الله” أثناء حديثه إلى التأكيد على دعم القيادة الإيرانية للشعب السوري في أزمته، حيث قال إن “الإتفاق النووي يعزز قوة إيران ودورها في المنطقة ولن يؤدي إلى ضغطها على حلفائها في المنطقة”، وهو ما أعده بعض المحللين لافتة تبدد مخاوف أن يكون الاتفاق المبدئي الايراني ـ الغربي على حساب حلفاء إيران، ومن هنا شدد “نصر الله” على أن التاريخ السياسي لإيران ليس فيه شاهد واحد على أن طهران تخلت أو تتخلى عن أي حليف من حلفائها، مشدداً على دور الرئيس السوري “بشار الأسد” وشجاعته وحكمته وذلك في ردّ على بعض الأوساط الإعلامية التي توحي بأن اتفاقا قد تم على حساب رأس النظام السوري.
بشار الاسد
انطلاقًا من هذه النقطة، تحدث “نصر الله” عن الاتفاق النووي الإيراني قائلاً، “الإتفاق النووي الايراني هو إنجاز كبير جدا، وتجربة التفاوض في هذا الملف يجب أن تدرس وتحلل وتأخذ منها العبر لكل الشعوب”، معتبرا أن “الإتفاق سوف يبعد شبح الحرب الإقليمية، ومن نتائجه أن كل الذين كانوا ينتظرون الفشل وسيعملون عليه حتى شهر يونيو كان هدفهم إضعاف ومحاصرة إيران”، وتابع “يكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي الإسرائيلي حتى نفهم أهمية الإتفاق النووي الايراني”، ورأى أن “أهم شيء في هذا الإتفاق هو أن إيران لم تتحدث في أي ملف باستثناء الملف النووي الإيراني بالرغم من أن الأمريكيين كانوا يصرون على إدخال ملفات أخرى”.
https://www.youtube.com/watch?v=7-bR7vvBCHA
حرص الأمين العام لحزب الله أثناء حديثه على تقديم توقعاته بشأن العملية العسكرية في اليمن، كما أنه وجه رسائل إلى أطراف عربية وإسلامية لها دور في الحرب على اليمن، حيث قال إن “السعودية ستلحق بها هزيمة كبيرة في اليمن، وستكون لهذه الهزيمة انعكاساتها على النظام السعودي والمنطقة، وهذه الانعكاسات ستطال الأوضاع الداخلية في السعودية والعائلة المالكة والذين ظنوا أنهم يريدون أن يصنعوا معجزات وانتصارات تاريخية”، ولفت إلى أن باكستان قد تتدخل تحت وطأة الضغوط السعودية والأمريكية عليها إذا هاجم اليمن السعودية، توقع أن يكون المخرج لدى الحكومة الباكستانية من خلال القول “نحن لا نشارك بالحرب على اليمن إنما نشارك في الدفاع عن السعودية”.
الملك السعودي سلمان
وفيما يخص علاقات حزب الله مع الفصائل الفلسطينية، قال “نصر الله” خلال حديثه “حزب الله حريص على علاقة جيدة مع أغلب الفصائل الفلسطينية، وما بيننا من خلافات في وجهات النظر نستطيع أن نعالجه بالحوار، فحركات المقاومة لن تتخلى عن فلسطين وسوريا حتى لو كان لديها بعض العتب على فصائل معينة”، مضيفًا “رغم أي خلاف قد يكون على أية قضية أخرى أو ملف آخر لا يمكننا التخلي عن القضية الأساسية ألا وهي القضية الفلسطينية”.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وبدأ الحصاد... شاهد مصادرة أسطول سيارات من قصر خالد التويجري

الحرب السعودية اليمنية (1934)

ماذا كشفت وثائق "ويكليكس السعودية" عن دور "الإمارات" في دول الربيع العربي؟