التخطي إلى المحتوى الرئيسي

السعودية التي لم تقرأ ما قاله كسينجر وهتلر والحجاج عن اليمن

السعودية التي لم تقرأ ما قاله كسينجر وهتلر والحجاج عن اليمن

الأحد 9 أكتوبر 2016
الجامعي
من الأشياء الغريبة في بلدنا أن لا أحد أثار موضوع السياسة الخارجية المغربية أثناء الحملة الانتخابية التي جرت لاختيار ممثلي الأمة. واضح أن الأحزاب السياسية المغربية نفضت يدها من هذا الملف ولم تعد تمتلك الجرأة لخوض نقاشات حول الاختيارات التي مضت فيها المؤسسة الملكية في موضوع السياسة الخارجية.

هذا الموقف الجبان يحتوي في طياته على شيء من المكر والخديعة، إنه يعني أن المسئول عن السياسة الخارجية هو الملك وهو الذي يتعين تحميله جميع تبعاتها، وعلى هذا المستوى تستوي الحكومة مع البرلمان بمجلسيه: النواب والمستشارين. لقد عملوا كلهم بمقولة كم حاجة قضيناها بتركها، إذ لم يسبق للرأي العام المغربي أن سمع ولو مرة واحدة في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان نقاشا عن الملف اليمني رغم ما يصاحب هذا الملف من بحار من الدماء وجرائم ضد الإنسانية وآخرها الجريمة التي ارتكبت اليوم السبت 8 أكتوبر الجاري ضد أشخاص مدنيين عزل كانوا في مجلس عزاء فذهب ضحية لهذه الجريمة المروعة والبشعة المئات من الضحايا.

هذا الدم اليمني الذي سال بغزارة يطرح علينا نحن كمغاربة السؤال المتعلق بمن اتخذ قرار دخول المغرب الحرب والزج بالجيش الملكي في أتون المستنقع اليمني؟ لماذا لم يطرح هذا الأمر على البرلمان ويناقش ويتداول بين النواب ويتم اطلاع الشعب المغربي على الدوافع التي كانت وراء مشاركتنا في هذه الحرب القذرة؟ ما هي الأهداف التي يريد المغرب تحقيقها من خلال هذه المشاركة؟؟ هل اليمن هاجم المغرب واعتدى عليه؟ هل اليمن أرسل إرهابيين للمس باستقرار بلدنا وأمنه؟ هل شكك اليمنيون يوما ما في وحدتنا الترابية؟ هل ساندوا البوليزاريو؟ أليس اليمن بلدا عربيا شقيقا لنا مثله مثل باقي الدول الخليجية التي نتمسك بأخوتها دون اعتراض أي من المغاربة على ذلك؟ لأجل من ولمصلحة من ولعيون من دخلنا في هذه الحرب التي تجاوزت مدتها العام والنصف وذهب ضحية لها أكثر من عشرة آلاف من النساء والأطفال والشيوخ اليمنيين ودمرت كافة البنى التحتية اليمنية من طرق ومستشفيات ومدارس وقناطر ومبان حكومية وخاصة؟؟

الحقيقة المرة هي أننا تحالفنا مع آل سعود في حرب ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل، في حرب ليست سوى عدوانا سعوديا سافرا ضد بلد عربي شقيق جائع وفقير ومعدم ومسالم وجار للسعودية ولم يسبق له القيام بأي اعتداء عليها. لقد دخلنا في تحالف يضم دول الخليج والسودان ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن نصارح بها أنفسنا. الضباط الإسرائيليون يلعبون دورا محوريا في الحرب وتشرف مخابرات إسرائيل على تقديم النصح والمشورة لقوات التحالف ضد اليمنيين.

يقول آل سعود إنهم يحاربون التدخل الإيراني في اليمن لأن طهران تمول وتدرب وتسلح الحوثيين لهز استقرار النظام السعودي، وبذلك يبرر السعوديون تحالفهم مع الإسرائيليين، فالرياض وتل أبيب تجاهران معا بأن لهما عدوا واحدا مشتركا يشكل خطرا عليهما ألا وهو إيران.

يتناسى هؤلاء أن الحوثيين مكون رئيسي من مكونات الشعب اليمني وأنهم لم يهبطوا فجأة ودون سابق إنذار من المريخ للاستيلاء على اليمن والسيطرة عليه. إنهم أبناء هذا البلد الشرعيين ومن حقهم أن يكون لديهم رأيهم في كيفية تدبير شؤونه قبل السعوديين وباقي دول التحالف.

وفي الحقيقة فإن هذه الهجمة على اليمنيين وعلى الحوثيين تحديدا مردها إلى كون الشعب اليمني انتفض مطالبا بالديمقراطية ودولة الحق والقانون حيث تمكن من إزاحة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، غير أن السعودية نصبت مكانه رئيسا أسوأ منه بكثير جدا ألا وهو منصور هادي ما دفع الحوثيين للتحالف مع عبد الله صالح ضد هذا الرئيس الدمية وضد السعوديين الذين فرضوه على اليمنيين خوفا من انتقال عدوى حراكهم الديمقراطي خاصة إلى منطقة القطيف حيث توجد نسبة كبيرة من السعوديين بعقيدة شيعية.

لا يمكن للسعودية أن تغفر للحوثيين كونهم يساندون القضية الفلسطينية ويرفعون في تجمعاتهم باليمن بجوار السعودية شعار: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، ويعتبرون أنفسهم جزءا من محور الممانعة المشكل من إيران وسورية وحزب الله، فمحور الممانعة هذا عملت الرياض على قلبه معنى واتجاها، وجعلت منه بآلتها الدعائية الضخمة وبفتاوى شيوخها وبأموالها القارونية هلالا شيعيا، وحولت تجاه الصراع من عربي إسرائيلي إلى صراع سني شيعي.

هذه الحرب المجنونة التي أثقلت كاهل السعودية وقصمت ظهر اقتصادها حيث أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن تكاليفها قاربت 800 مليار دولار، ودفعت حكومة الرياض لاتخاذ قرارات تقشفية ضد أبناء شعبها خسرتها القوات السعودية استراتيجيا وعسكريا. لقد فشلت في تحقيق أي هدف من أهدافها وأصبح الآن الاستمرار فيها انتحارا سياسيا واقتصاديا، ويعود في جزء منه إلى عقلية المكابرة والمعاندة. لو وظف جزء يسير من هذه الأموال لتحرير فلسطين لكانت إسرائيل قد أزيلت من الوجود.

غرور السعودية جعلها تستهين بقوة الشعب اليمني وتستصغرها وهم الذين قال فيهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسنجر: لا يوجد، ولم ولن يوجد أشجع وأجد وأعند من رجال اليمن.. وقال فيهم هتلر: أعطني جندياً يمنيا وسلاحاً ألمانياً و سوف أجعل أوروبا تزحف على أناملها ..وقال فيهم الحجاج بن يوسف الثقفي: لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه...فانتصروا بهم فهم من خير أجناد الأرض .واتقوا فيهم ثلاثا: نسائهم فلا تقربوهم بسوء وإلا أكلوكم كما تأكل الأسود فرائسها.. أرضهم وإلا حاربتكم صخور جبالهم ...دينهم وإلا أحرقوا عليكم دنياكم ..

لقد أدرك الغرب وعلى رأسه أمريكا أن السعودية تورطت حتى العنق في المستنقع اليمني، وقد يكون هو الذي دفعها للغرق في هذا المستنقع، وأمام هول الفظائع التي ترتكبها قواتها في اليمن ضج الرأي العام من هذه المجازر وأخذ ينتقدها ويعارضها ويندد بمرتكبيها، وأمام ضغط الشارع اضطر البيت الأبيض لسحب أغلبية المستشارين العسكريين الأمريكيين من السعودية ليتركوها في عزلة تواجه مصيرها في حرب خاسرة من الأساس.

إذا كان هذا هو حال الرياض ووضعها في حربها التعيسة ضد اليمن، ألم يحن الوقت بالنسبة للمغرب ويتخذ قرارا للانسحاب من هذا المستنقع القذر الذي فاحت رائحة جيفته في كل مكان في العالم، ولكي ترفع عنه تهمة أن جيشه أصبح جيش مرتزقة في اليمن؟؟
..........................


الشعبية تدين الجريمة البشعة التي ارتكبها التحالف السعودي في اليمن

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دائرة الاعلام المركزي
09-10-2016
أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف السعودي على صالة عزاء في صنعاء، وأدت إلى وقوع جريمة بشعة كان ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى.
ودعت الجبهة قوى حركة التحرر الوطني العربية وشعوب الامة العربية إلى التحرك العاجل للجم ووقف الحرب على اليمن الشقيق، والانتصار لشعبه، ودعم نضالاته ضد المؤامرات التي تستهدف وحدته ووحدة أراضيه.
وعبّرت الجبهة عن تضامنها الكامل مع عائلات الضحايا، ومع الشعب اليمني الشقيق وتمنياتها بخلاصٍ عاجل لمعانياته ليعود يمناً سعيداً عصيّاً على الكسر، وداعماً ومدافعاً عن قضايا أمته العربية وفي القلب منها قضية ونضال الشعب الفلسطيني.
واستهدفت طائرات التحالف السعودي صالة العزاء في جنوب صنعاء بـ 4 غارات جوية، اثنتان استهدفتا المسعفين، فيما تواصل طواقم الإسعاف نقل ضحايا هذه الغارات.
وأشارت المصادر الطبية في صنعاء، إلى أن عدد ضحايا الغارات السعودية ارتفع إلى أكثر من 700 ما بين شهيدٍ، وكان من بين الشهداء، محافظ صنعاء عبد القادر هلال استشهد متأثراً بإصابته جراء الغارة السعودية على صالة العزا
وأفادت وكالة سبأ اليمنية التابعة، أنّ الطيران السعودي استهدف "عصر السبت صالة عزاء لأسرة آل الرويشان جنوب العاصمة صنعاء بثلاث غارات جوية".
ووقع الحادث لدى تجمع مشيعين في مجلس للتعزية في على الرويشان، والد وزير الداخلية جلال الرويشان، حليف الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

تعليقات

  1. جريمة نكراء يرتكبها النظام السعودي - بيان صحفي
    الحزب الشيوعي الاردني
    000000000000000000000000000000000000000
    إرتكبت قوات التحالف العربي، المزعوم بمحاربة الإرهاب، جريمة نكراء بحق الإنسانية، حيث أقدم الطيران السعودي على شن غارات ثلاث على مكان مكتظ بالناس لتأدية واجب إنساني، أسفرت عن إستشهاد وإصابة المئات من المواطنيين اليمنيين. وتعد هذه الجريمة عدوان مبيت، ضرب بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الإنسانية. وها هم مرتكبو هذه الجريمة النكراء يتنكرون الآن للشعائر الدينية التي ينادون بها صباح مساء.
    إن إقدام الطيران الحربي السعودي على شن هذه الغارات الوحشية جاء ليعبر عن روح إنتقامية من شعب اليمن الأعزل الذي يتعرض منذ أكثر من سنة لهجمات عدوانية تستهدف الانسان والحجر والشجر وما تبقى من الحياة .
    وإن العدوان السعودي الغاشم الذي يلقي الدعم والتأييد من القوى الظلامية التكفيرية، من جهة، ومباركة ودعم عسكري أمريكي وأطلسي من جهة اخرى إنما هو تعبير عن عمق الأزمة التي يعيشها النظام السعودي نتيجة فشله في تحقيق أهدافه العدوانية المبيتة ضد الشعب السوري الشقيق.
    إن موجة الاستنكار الشعبية العارمة التي أبدتها جماهير شعوبنا العربية تؤكد على عزلة هذا النظام، وتحالفه المعادي للشعوب وحقوقها في الحرية والاستقلال، وفرض احترام خياراتها السياسية.
    إن حزبنا الشيوعي الأردني إذ يدين هذه الجرائم النكراء، يطالب مؤسسات المجتمع المدني العربي، ومؤسسات حقوق الانسان، والمنظمات الدولية أن ترفع صوتها عالياً مستنكرة ورافضة ومستهجنة هذا العدوان الغاشم. مع التأكيد على ضرورة إجراء تحقيق مستقل من طرف محايد، يتميز بالشفافية، وتقديم مقترفي هذا العدوان الآثم للعدالة الجنائية الدولية.
    إننا نطالب الأصوات التي ترتفع صباح مساء لوقف ما تدعيه بقصف المدنيين في حلب، أن تعرف حقيقة ترابط الهجمة الظلامية على سوريا الشقيقة مع ما يجري بحق شعب اليمن الشقيق الذي لم يرتكب أية خطيئة سوى رغبته في إحداث تطور وتغيير مجتمعي لمصلحة جماهيرالشعب اليمني المستضعفة والفقيرة.
    وعلى صعيد آخر فإن حزبنا الشيوعي الأردني يطالب الحكومة الأردنية أن تعيد النظر في موقعها ضمن هذا "التحالف العربي" وأن تتراجع عن رهن القرار الوطني بمثل هذه التحالفات المشبوهة.
    إن أمن واستقرار بلدنا مرتبط فقط بمدى إستجابة القرارات والتوجهات الحكومية للمصالح الوطنية لشعبنا الأردني التي لا يمكن أن تنفصم عن مصالح الشعوب العربية الشقيقة وبالحرص الشديد على أن لا تتطلخ سمعة بلدنا بمثل هذه الأفعال الشنيعة والمشينة.
    عمان في 10/10/2016
    المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وبدأ الحصاد... شاهد مصادرة أسطول سيارات من قصر خالد التويجري

الحرب السعودية اليمنية (1934)

ماذا كشفت وثائق "ويكليكس السعودية" عن دور "الإمارات" في دول الربيع العربي؟